فصل: تفسير الآيات (8- 10):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (8- 10):

{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
قوله: {لِلْفُقَرَاء} قيل: هو بدل من {لذى القربى} وما عطف عليه، ولا يصح أن يكون بدلاً من الرسول، وما بعده لئلا يستلزم وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر، وقيل التقدير: {كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً} ولكن يكون للفقراء، وقيل: التقدير: اعجبوا للفقراء، وقيل: التقدير: والله شديد العقاب للفقراء أي: شديد العقاب للكفار بسبب الفقراء، وقيل: هو عطف على ما مضى بتقدير الواو، كما تقول: المال لزيد لعمرو لبكر، والمراد ب {المهاجرين}: الذين هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة في الدين ونصرة له. قال قتادة: هؤلاء المهاجرون هم الذين تركوا الديار، والأموال، والأهلين، ومعنى {أُخْرِجُواْ مِن ديارهم}: أن كفار مكة أخرجوهم منها، واضطروهم إلى الخروج، وكانوا مائة رجل {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ الله وَرِضْوَاناً} أي: يطلبون منه أن يتفضل عليهم بالرزق في الدنيا، وبالرضوان في الآخرة {وَيَنصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ} بالجهاد للكفار، وهذه الجملة معطوفة على {يبتغون}، ومحل الجملتين النصب على الحال، الأولى مقارنة، والثانية مقدّرة، أي: ناوين لذلك، ويجوز أن تكون حالاً مقارنة؛ لأن خروجهم على تلك الصفة نصرة لله ورسوله، والإشارة بقوله: {أولئك} إليهم من حيث اتصافهم بتلك الصفات، وهو مبتدأ، وخبره: {هُمُ الصادقون} أي: الكاملون في الصدق الراسخون فيه. ثم لما فرغ من مدح المهاجرين مدح الأنصار فقال: {والذين تَبَوَّءوا الدار والإيمان مِن قَبْلِهِمْ} المراد بالدار: المدينة، وهي دار الهجرة، ومعنى تبوّئهم الدار والإيمان: أنهم اتخذوها مباءة، أي: تمكنوا منهما تمكناً شديداً، والتبوّأ في الأصل إنما يكون للمكان، ولكنه جعل الإيمان مثله لتمكنهم فيه تنزيلاً للحال منزلة المحل، وقيل: إن الإيمان منصوب بفعل غير الفعل المذكور، والتقدير: واعتقدوا الإيمان، أو وأخلصوا الإيمان كذا قال أبو علي الفارسي. ويجوز أن يكون على حذف مضاف، أي: تبوءوا الدار وموضع الإيمان، ويجوز أن يكون تبوّءوا مضمناً لمعنى لزموا، والتقدير: لزموا الدار والإيمان، ومعنى {مِن قَبْلِهِم}: من قبل هجرة المهاجرين، فلابد من تقدير مضاف، لأن الأنصار إنما آمنوا بعد إيمان المهاجرين، والموصول مبتدأ، وخبره: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} وذلك لأنهم أحسنوا إلى المهاجرين، وأشركوهم في أموالهم ومساكنهم {وَلاَ يَجِدُونَ في صُدُورِهِمْ حَاجَةً} أي: لا يجد الأنصار في صدورهم حسداً، وغيظاً، وحزازة {مّمَّا أُوتُواْ} أي: مما أوتي المهاجرون دونهم من الفيء، بل طابت أنفسهم بذلك. وفي الكلام مضاف محذوف، أي: لا يجدون في صدورهم مسّ حاجة، أو أثر حاجة، وكلّ ما يجده الإنسان في صدره مما يحتاج إليه فهو حاجة. وكان المهاجرون في دور الأنصار فلما غنم النبيّ صلى الله عليه وسلم بني النضير دعا الأنصار، وشكرهم فيما صنعوا مع المهاجرين من إنزالهم إياهم في منازلهم، وإشراكهم في أموالهم، ثم قال: «إن أحببتم قسمت ما أفاء الله عليّ من بني النضير بينكم وبين المهاجرين- وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم، والمشاركة لكم في أموالكم- وإن أحببتم أعطيتهم ذلك، وخرجوا من دياركم»، فرضوا بقسمة ذلك في المهاجرين، وطابت أنفسهم {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الإيثار: تقديم الغير على النفس في حظوظ الدنيا رغبة في حظوظ الآخرة، يقال: آثرته بكذا، أي: خصصته به، والمعنى: ويقدّمون المهاجرين على أنفسهم في حظوظ الدنيا {وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} أي: حاجة وفقر، والخصاصة مأخوذة من خصاص البيت، وهي الفرج التي تكون فيه، وجملة: {وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} في محل نصب على الحال، وقيل: إن الخصاصة مأخوذة من الاختصاص، وهو الانفراد بالأمر، فالخصاصة الانفراد بالحاجة، ومنه قول الشاعر:
إن الربيع إذا يكون خصاصة ** عاش السقيم به وأثرى المقتر

{وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون} قرأ الجمهور: {يوق} بسكون الواو، وتخفيف القاف من الوقاية، وقرأ ابن أبي عبلة، وأبو حيوة بفتح الواو، وتشديد القاف. وقرأ الجمهور: {شحّ نفسه} بضم الشين. وقرأ ابن عمر، وابن أبي عبلة بكسرها. والشحّ: البخل مع حرص، كذا في الصحاح، وقيل: الشحّ أشدّ من البخل. قال مقاتل: شحّ نفسه: حرص نفسه. قال سعيد بن جبير: شحّ النفس هو أخذ الحرام، ومنع الزكاة. قال ابن زيد: من لم يأخذ شيئًا نهاه الله عنه، ولم يمنع شيئًا أمره الله بأدائه، فقد وقى شحّ نفسه. قال طاووس: البخل أن يبخل الإنسان بما في يده، والشحّ أن يشحّ بما في أيدي الناس، يحبّ أن يكون له ما في أيديهم بالحلال والحرام لا يقنع.
وقال ابن عيينة: الشحّ: الظلم.
وقال الليث: ترك الفرائض وانتهاك المحارم. والظاهر من الآية أن الفلاح مترتب على عدم شحّ النفس بشيء من الأشياء التي يقبح الشحّ بها شرعاً من زكاة، أو صدقة، أو صلة رحم، أو نحو ذلك، كما تفيده إضافة الشحّ إلى النفس، والإشارة بقوله: {فَأُوْلَئِكَ} إلى {من} باعتبار معناها، وهو مبتدأ، وخبره {هُمُ المفلحون} والفلاح الفوز والظفر بكل مطلوب. ثم لما فرغ سبحانه من الثناء على المهاجرين والأنصار، ذكر ما ينبغي أن يقوله من جاء بعدهم، فقال: {والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ} وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة، وقيل: هم الذين هاجروا بعد ما قوي الإسلام، والظاهر شمول الآية لمن جاء بعد السابقين من الصحابة المتأخر إسلامهم في عصر النبوّة، ومن تبعهم من المسلمين بعد عصر النبوّة إلى يوم القيامة؛ لأنه يصدق على الكلّ أنهم جاءوا بعد المهاجرين الأوّلين والأنصار، والموصول مبتدأ، وخبره {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سَبَقُونَا بالإيمان} ويجوز أن يكون الموصول معطوفاً على قوله: {والذين تَبَوَّءوا الدار والإيمان}، فيكون {يقولون} في محل نصب على الحال، أو مستأنف لا محل له، والمراد بالأخوّة هنا: أخوة الدّين، أمرهم الله أن يستغفروا لأنفسهم، ولمن تقدّمهم من المهاجرين والأنصار {وَلاَ تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءامَنُواْ} أي: غشاً وبغضاً وحسداً.
أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينزع من قلوبهم الغلّ للذين آمنوا على الإطلاق، فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أوّلياً لكونهم أشرف المؤمنين، ولكون السياق فيهم، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم، ويطلب رضوان الله لهم، فقد خالف ما أمره الله به في هذه الآية، فإن وجد في قلبه غلاً لهم، فقد أصابه نزغ من الشيطان، وحلّ به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه، وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجأ إلى الله سبحانه، والاستغاثة به، بأن ينزع عن قلبه ما طرقه من الغلّ لخير القرون، وأشرف هذه الأمة، فإن جاوز ما يجده من الغلّ إلى شتم أحد منهم، فقد انقاد للشيطان بزمام، ووقع في غضب الله وسخطه، وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة، أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان، وزين لهم الأكاذيب المختلفة، والأقاصيص المفتراة، والخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، وعن سنة رسول الله، المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور، فاشتروا الضلالة بالهدى، واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر، ومازال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة إلى منزلة، ومن رتبة إلى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله، وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي، ورموا الدين وأهله بكلّ حجر ومدر، والله من ورائهم محيط. {رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ} أي: كثير الرأفة والرحمة بليغهما لمن يستحق ذلك من عبادك.
وقد أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب أنه قال: أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأوّلين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار الذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم.
وأخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن أبي هريرة قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه، فلم يجد عندهنّ شيئًا فقال: «ألا رجل يضيف هذه الليلة رحمه الله»، فقال رجل من الأنصار، وفي رواية، فقال أبو طلحة الأنصاري: أنا يا رسول الله، فذهب به إلى أهله، فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدّخريه شيئًا، قالت: والله ما عندي إلاّ قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العشاء، فنوّميهم وتعالي فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلت، ثم غدا الضيف على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «لقد عجب الله الليلة من فلان وفلانة»، وأنزل فيهما {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن ابن عمر قال: أهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال: إن أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأوّل، فنزلت فيهم: {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
وأخرج الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود أن رجلاً قال: إني أخاف أن أكون قد هلكت، قال: وما ذاك؟ قال: إني سمعت الله يقول: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون} وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج مني شيء، فقال له ابن مسعود: ليس ذاك بالشحّ، ولكنه البخل، ولا خير في البخل، وإن الشحّ الذي ذكره الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلماً.
وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عمر في الآية قال: ليس الشحّ أن يمنع الرجل ماله، ولكنه البخل، وإنه لشرّ، إنما الشحّ أن تطمح عين الرجل إلى ما ليس له.
وأخرج ابن المنذر عن عليّ بن أبي طالب قال: من أدّى زكاة ماله، فقد وقى شحّ نفسه.
وأخرج الحكيم الترمذي، وأبو يعلى، وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله: «ما محق الإسلام محق الشحّ شيء قط».
وأخرج أحمد، والبخاري في الأدب، ومسلم، والبيهقي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشحّ، فإن الشحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم» وقد وردت أحاديث كثيرة في ذمّ الشحّ.
وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال: الناس على ثلاث منازل، قد مضت منزلتان، وبقيت منزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ} الآية.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف، وابن مردويه عن عائشة قالت: أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبيّ، فسبوهم، ثم قرأت هذه الآية: {والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ}.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أنه سمع رجلاً، وهو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه {لِلْفُقَرَاء المهاجرين} الآية، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، أفمنهم أنت؟ قال: لا، ثم قرأ عليه {والذين تَبَوَّءوا الدار والإيمان} الآية. ثم قال: هؤلاء الأنصار، أفأنت منهم؟ قال: لا، ثم قرأ عليه {والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ} الآية، ثم قال: أفمن هؤلاء أنت؟ قال: أرجو، قال: ليس من هؤلاء من سبّ هؤلاء.

.تفسير الآيات (11- 20):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}
لما فرغ سبحانه من ذكر الطبقات الثلاث من المؤمنين، ذكر ما جرى بين المنافقين واليهود من المقاولة؛ لتعجيب المؤمنين من حالهم، فقال: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نافقوا} والخطاب لرسول الله، أو لكل من يصلح له، والذين نافقوا هم: عبد الله بن أبيّ، وأصحابه، وجملة {يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب} مستأنفة؛ لبيان المتعجب منه، والتعبير بالمضارع؛ لاستحضار الصورة، أو للدلالة على الاستمرار، وجعلهم إخواناً لهم لكون الكفر قد جمعهم، وإن اختلف نوع كفرهم، فهم إخوان في الكفر، واللام في {لإخوانهم} هي لام التبليغ، وقيل: هو من قول بني النضير لبني قريظة، والأوّل أولى؛ لأن بني النضير، وبني قريظة هم يهود، والمنافقون غيرهم، واللام في قوله: {لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ} هي الموطئة للقسم، أي: والله لئن أخرجتم من دياركم {لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ} هذا جواب القسم، أي: لنخرجن من ديارنا في صحبتكم {وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ} أي: في شأنكم، ومن أجلكم {أَحَدًا} ممن يريد أن يمنعنا من الخروج معكم، وإن طال الزمان، وهو معنى قوله: {أَبَدًا}. ثم لما وعدوهم بالخروج معهم، وعدوهم بالنصرة لهم، فقالوا: {وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ لا ينصرونهم} على عدوّكم. ثم كذبهم سبحانه فقال: {والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لكاذبون} فيما وعدوهم به من الخروج معهم والنصرة لهم. ثم لما أجمل كذبهم فيما وعدوا به فصّل ما كذبوا فيه فقال: {لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ} وقد كان الأمر كذلك، فإن المنافقين لم يخرجوا مع من أخرج من اليهود، وهم بنو النضير ومن معهم، ولم ينصروا من قوتل من اليهود، وهم بنو قريظة وأهل خيبر {وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ} أي: لو قدِّر وجود نصرهم إياهم؛ لأن ما نفاه الله لا يجوز وجوده. قال الزجاج: معناه: لو قصدوا نصر اليهود {لَيُوَلُّنَّ الادبار} منهزمين {ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} يعني: اليهود لا يصيرون منصورين إذا انهزم ناصرهم، وهم المنافقون، وقيل: يعني لا يصير المنافقون منصورين بعد ذلك، بل يذلهم الله، ولا ينفعهم نفاقهم، وقيل معنى الآية: لا ينصرونهم طائعين، ولئن نصروهم مكرهين ليولنّ الأدبار، وقيل: معنى {لاَ يَنصُرُونَهُمْ} لا يدومون على نصرهم، والأوّل أولى، ويكون من باب قوله: {وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} [الأنعام: 28]. {لاَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً في صُدُورِهِمْ مّنَ الله} أي: لأنتم يا معاشر المسلمين أشدّ خوفاً وخشية في صدور المنافقين، أو صدور اليهود، أو صدور الجميع من الله، أي: من رهبة الله، والرهبة هنا بمعنى: المرهوبية؛ لأنها مصدر من المبني للمفعول، وانتصابها على التمييز {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} أي: ما ذكر من الرهبة الموصوفة بسبب عدم فقههم لشيء من الأشياء، ولو كان لهم فقه لعلموا أن الله سبحانه هو الذي سلطكم عليهم، فهو أحقّ بالرهبة منه دونكم.
ثم أخبر سبحانه بمزيد فشلهم، وضعف نكايتهم فقال: {لاَ يقاتلونكم جَمِيعاً} يعني: لا يبرز اليهود والمنافقون مجتمعين لقتالكم ولا يقدرون على ذلك {إِلاَّ في قُرًى مُّحَصَّنَةٍ} بالدروب والدور {أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} أي: من خلف الحيطان التي يستترون بها لجبنهم ورهبتهم. قرأ الجمهور: {جدر} بالجمع، وقرأ ابن عباس، ومجاهد، وابن محيصن، وابن كثير، وأبو عمرو: {جدار} بالإفراد. واختار القراءة الأولى أبو عبيد، وأبو حاتم؛ لأنها موافقة لقوله: {قُرًى مُّحَصَّنَةٍ}. وقرأ بعض المكيين: {جدر} بفتح الجيم، وإسكان الدال، وهي لغة في الجدار {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} أي: بعضهم غليظ فظ على بعض، وقلوبهم مختلفة، ونياتهم متباينة. قال السديّ: المراد اختلاف قلوبهم حتى لا يتفقوا على أمر واحد.
وقال مجاهد: {بأسهم بينهم شديد} بالكلام والوعيد ليفعلن كذا، والمعنى: أنهم إذا انفردوا نسبوا أنفسهم إلى الشدّة والبأس، وإذا لاقوا عدوّاً ذلوا وخضعوا، وانهزموا، وقيل: المعنى أن بأسهم بالنسبة إلى أقرانهم شديد، وإنما ضعفهم بالنسبة إليكم لما قذف الله في قلوبهم من الرعب، والأوّل أولى لقوله: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى} فإنه يدلّ على أن اجتماعهم إنما هو في الظاهر مع تخالف قلوبهم في الباطن، وهذا التخالف هو البأس الذي بينهم الموصوف بالشدّة، ومعنى {شتى}: متفرقة، قال مجاهد: يعني اليهود والمنافقين تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.
وروي عنه أيضاً أنه قال: المراد: المنافقون.
وقال الثوري: هم المشركون، وأهل الكتاب. قال قتادة: {تحسبهم جميعاً}، أي: مجتمعين على أمر ورأي، {وقلوبهم شتى} متفرقة، فأهل الباطل مختلفة آراؤهم مختلفة شهادتهم، مختلفة أهواؤهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحقّ. وقرأ ابن مسعود: {وقلوبهم أشت} أي: أشد اختلافاً {ذلك بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} أي: ذلك الاختلاف والتشتت بسبب أنهم قوم لا يعقلون شيئًا، ولو عقلوا؛ لعرفوا الحقّ واتبعوه. {كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلِهِمْ} أي: مثلهم كمثل الذين من قبلهم، والمعنى: أن مثل المنافقين واليهود كمثل الذين من قبلهم من كفار المشركين {قَرِيبًا} يعني: في زمان قريب، وانتصاب {قريباً} على الظرفية أي: يشبهونهم في زمن قريب، وقيل: العامل فيه {ذاقوا}، أي: ذاقوا في زمن قريب، ومعنى {ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ} أي: سوء عاقبة كفرهم في الدنيا بقتلهم يوم بدر، وكان ذلك قبل غزوة بني النضير بستة أشهر، قاله مجاهد، وغيره، وقيل: المراد بنو النضير حيث أمكن الله منهم، قاله قتادة. وقيل: قتل بني قريظة، قاله الضحاك. وقيل: هو عامّ في كل من انتقم الله منه بسبب كفره، والأوّل أولى {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: في الآخرة. ثم ضرب لليهود والمنافقين مثلاً آخر فقال: {كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ للإنسان اكفر} أي: مثلهم في تخاذلهم وعدم تناصرهم، فهو إما خبر مبتدأ محذوف، أو خبر آخر للمبتدأ المقدّر قبل قوله: {كَمَثَلِ الذين مِن قَبْلِهِمْ} على تقدير حذف حرف العطف، كما تقول: أنت عاقل، أنت عالم، أنت كريم.
وقيل: المثل الأوّل خاص باليهود، والثاني خاص بالمنافقين، وقيل: المثل الثاني بيان للمثل الأوّل، ثم بيّن سبحانه وجه الشبه فقال: {إِذْ قَالَ للإنسان اكفر} أي: أغراه بالكفر، وزينه له، وحمله عليه، والمراد بالإنسان هنا: جنس من أطاع الشيطان من نوع الإنسان، وقيل: هو عابد كان في بني إسرائيل حمله الشيطان على الكفر، فأطاعه {فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّى بَرِئ مّنكَ} أي: فلما كفر الإنسان مطاوعة للشيطان، وقبولاً لتزيينه قال الشيطان: إني برئ منك، وهذا يكون منه يوم القيامة، وجملة: {إِنّى أَخَافُ الله رَبَّ العالمين} تعليل لبراءته من الإنسان بعد كفره، وقيل: المراد بالإنسان هنا: أبو جهل، والأوّل أولى. قال مجاهد: المراد بالإنسان هنا: جميع الناس في غرور الشيطان إياهم، قيل: وليس قول الشيطان: {إِنّى أَخَافُ الله} على حقيقته، إنما هو على وجه التبرّي من الإنسان، فهو تأكيد لقوله: {إِنّى بَرِئ مّنكَ} قرأ الجمهور: {إني} بإسكان الياء. وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو بفتحها {فَكَانَ عاقبتهما أَنَّهُمَا في النار} قرأ الجمهور {عاقبتهما} بالنصب على أنه خبر كان، واسمها {أنهما في النار}. وقرأ الحسن، وعمرو بن عبيد بالرفع على أنها اسم كان، والخبر ما بعده؛ والمعنى: فكان عاقبة الشيطان، وذلك الإنسان الذي كفر أنهما صائران إلى النار {خالدين فِيهَا} قرأ الجمهور: {خالدين} بالنصب على الحال، وقرأ ابن مسعود، والأعمش، وزيد بن عليّ، وابن أبي عبلة: {خالدان} على أنه خبر {أن} والظرف متعلق به {وَذَلِكَ جَزَاء الظالمين} أي: الخلود في النار جزاء الظالمين، ويدخل هؤلاء فيهم دخولاً أوّلياً. ثم رجع سبحانه إلى خطاب المؤمنين بالموعظة الحسنة فقال: {ياأيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله} أي: اتقوا عقابه بفعل ما أمركم به، وترك ما نهاكم عنه {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} أي: لتنظر أيّ شيء قدّمت من الأعمال ليوم القيامة، والعرب تكني عن المستقبل بالغد، وقيل: ذكر الغد تنبيهاً على قرب الساعة {واتقوا الله} كرّر الأمر بالتقوى للتأكيد {إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} لا تخفى عليه من ذلك خافية، فهو مجازيكم بأعمالكم إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ، {وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله} أي: تركوا أمره، أو ما قدّروه حق قدره، أو لم يخافوه، أو جميع ذلك {فأنساهم أَنفُسَهُمْ} أي: جعلهم ناسين لها بسبب نسيانهم له، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تنجيهم من العذاب، ولم يكفوا عن المعاصي التي توقعهم فيه، ففي الكلام مضاف محذوف، أي: أنساهم حظوظ أنفسهم.
قال سفيان: نسوا حقّ الله، فأنساهم حق أنفسهم، وقيل: نسوا الله في الرخاء، فأنساهم أنفسهم في الشدائد {أُولَئِكَ هُمُ الفاسقون} أي: الكاملون في الخروج عن طاعة الله. {لاَ يَسْتَوِى أصحاب النار وأصحاب الجنة} في الفضل، والرتبة، والمراد الفريقان على العموم، فيدخل في فريق أهل النار من نسي الله منهم دخولاً أوّلياً، ويدخل في فريق أهل الجنة الذين اتقوا دخولاً أوّلياً؛ لأن السياق فيهم، وقد تقدّم الكلام في معنى مثل هذه الآية في سورة المائدة، وفي سورة السجدة، وفي سورة ص. ثم أخبر سبحانه وتعالى عن أصحاب الجنة بعد نفي التساوي بينهم، وبين أهل النار فقال: {أصحاب الجنة هُمُ الفائزون} أي: الظافرون بكلّ مطلوب الناجون من كلّ مكروه.
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نافقوا} قال: عبد الله بن أبيّ بن سلول، ورفاعة بن تابوت، وعبد الله بن نبتل، وأوس بن قيظي، وإخوانهم بنو النضير.
وأخرج ابن إسحاق، وابن المنذر، وأبو نعيم في الدلائل عنه أن رهطاً من بني عوف بن الحارث منهم عبد الله بن أبيّ بن سلول، ووديعة بن مالك، وسويد وداعس، بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا، وتمنعوا، فإننا لا نسلمكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، فتربصوا ذلك من نصرهم، فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم، ويكفّ عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل إلاّ الحلقة، ففعل، فكان الرجل منهم يهدم بيته، فيضعه على ظهر بعير، فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام.
وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً في قوله: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى} قال: هم المشركون.
وأخرج عبد الرزاق، وابن راهويه، وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب أن رجلاً كان يتعبد في صومعة، وأن امرأة كان لها إخوة، فعرض لها شيء، فأتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها، فحملت، فجاءه الشيطان، فقال: اقتلها، فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت، فقتلها، ودفنها، فجاءوه، فأخذوه، فذهبوا به، فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال: إني أنا الذي زينت لك، فاسجد لي سجدة أنجيك، فسجد له، فذلك قوله: {كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ للإنسان اكفر} الآية. قلت: وهذا لا يدلّ على أن هذا الإنسان هو المقصود بالآية، بل يدلّ على أنه من جملة من تصدق عليه.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس بأطول من هذا، وليس فيه ما يدلّ على أنه المقصود بالآية.
وأخرجه بنحوه ابن جرير عن ابن مسعود.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في قوله: {كَمَثَلِ الشيطان} قال: ضرب الله مثل الكفار والمنافقين الذين كانوا على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم، {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر}.